Monday, March 25, 2019

لافتات ترحب بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تثير الجدل في تونس

وعلقت اللافتات الترحيبية بالملك سلمان من طرف شركات تنظم رحلات العمرة والحج، وذلك قبل أيام من زيارته للبلاد لحضور القمة العربية المرتقبة نهاية الشهر الجاري.
واحتج رئيس بلدية المرسى، سليم المحرزي، على تعليق الصور في شوارع العاصمة .
وفي تدوينة على فيسبوك، اعتبر المحرزي اللافتة "إهانة لتونس التي لن تكون تحت أقدام أشخاص لا يحترمون كرامة الإنسان"، على حد قوله.
وطالب نشطاء تونسيون البلديات بالتدخل لإزالة صور الملك، إذ رأوا في ذلك تنكرا لمبادئ الثورة التونسية التي أنهت برأيهم ثقافة تعليق صور الحكام وتمجيد المسؤولين.
وعلق المدون مالك بن عمر:" مظاهر التملق في بلادنا غير مقبولة. في بلادنا صور الرئيس ما تتحطش في لافتات فما بالك بصورة رئيس بلاد أجنبية ...تونس بلد مستقل و لديها سيادة لا ترفع فيها صور قادة دول أجانب ..."
كما تطرق مغردون آخرون إلى الحديث عن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول.
ويرى البعض في تعليق صور الملك محاولة لتجنب ما حدث خلال زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة إلى تونس.
يذكر أن زيارة ولي العهد السعودي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دفعت بتونسيين للخروج في مظاهرات للتعبير عن رفضهم لاستقباله، بعد مقتل خاشقجي.
في المقابل، دافع البعض عن تعليق صور الملك، بحجة أنها تأتي في إطار حملة إعلانية بين الشركات السياحية التونسية ونظيرتها السعودية.
وحذر آخرون من توظيف هذه الزيارة لتصفية الحسابات السياسية الداخلية التونسية ونوهوا بالعلاقات الوثيقة بين البلدين.
و غرد إياد جبالي مرحبا بالملك السعودي:" زيارات ملوك #السعودية فيها عادة إستعراض للقوة ومكانة المملكة.. والمرة سيقضي جلالته في #تونس أطول فترة منذ سنوات.. الزيارة بتكاليفها الباهظة ستصنع حركية اقتصادية هامة..مرحبا بجلالة الملك #سلمان_بن_عبدالعزيز."
أما المغرد وليد قرينه فكتب:"لا لسياسية المحاور مرحبا بالملك سلمان ضيفا بيننا في تونس كغيره من روؤساء العرب و لكن لا وألف لا للتملق ولا للمعلقات في شوارع العاصمة. تونس الثورة قطعت مع هذه الممارسات."
من جهة أخرى، استبعد أحد أصحاب شركة اتصالات في تونس أن تعلق وكالة الأسفار اللافتات بصفة طوعية، مرجحا أن "العملية تمت بالتنسيق مع السفارة السعودية بتونس" .
وأكد أن هذا يدخل في إطار تبادل المصالح، بحسب تصريح خص به إذاعة شمس أف أم المحلية.
وسيسلم الملك سلمان الرئيس المباشر للقمة العربية خلال زيارته إلى تونس الرئاسة بنفسه إلى نظيره التونسي في الجلسة الافتتاحية للقمة.
وقد أشارت مصادر صحفية تونسية إلى أن العاهل السعودي والوفد المرافق له قد يمددون إقامتهم في تونس بعد القمة في سياق زيارة خاصة تبحث سبل التعاون في كافة المجالات بين البلدين.

Monday, March 18, 2019

معركتهم لسن قوانين إصلاحية تجرّم هذه الممارسات

وقلما نشاهد في أعمال الكتاب والفنانين نساء يدخلن مساجد أو يجلسن فيها، وربما كان سبب ذلك تحفظا أبداه الفنانون حيال ذلك كما يقول الرحال والفنان "يوجين فرومنتان"، نقلا عن دراسة لين ثورنتون بعنوان "نساء صورتها لوحات المستشرقين":
"يجب التعامل مع هؤلاء الناس من المسافة التي يفضلون إظهار أنفسهم فيها، الرجال من مسافة قريبة، والنساء من بعيد، لايجب دخول غرف النوم والمساجد أبدا. وأرى أن وصف مخدع امرأة أو احتفالات دينية عربية يعتبر إهانة أسوأ من الاحتيال، وقد يصل الأمر إلى إبداء وجهة نظر خاطئة بذريعة الفن".
وقلما نشاهد في أعمال الكتاب والفنانين نساء يدخلن مساجد أو يجلسن فيها، وربما كان سبب ذلك تحفظا أبداه الفنانون حيال ذلك كما يقول الرحال والفنان "يوجين فرومنتان"، نقلا عن دراسة لين ثورنتون بعنوان "نساء صورتها لوحات المستشرقين":
"يجب التعامل مع هؤلاء الناس من المسافة التي يفضلون إظهار أنفسهم فيها، الرجال من مسافة قريبة، والنساء من بعيد، لايجب دخول غرف النوم والمساجد أبدا. وأرى أن وصف مخدع امرأة أو احتفالات دينية عربية يعتبر إهانة أسوأ من الاحتيال، وقد يصل الأمر إلى إبداء وجهة نظر خاطئة بذريعة الفن".
كانت الغوازي يعملن أيضا في المقاهي وفي المناسبات الخاصة في القاهرة حتى أصدر محمد علي باشا، والي مصر، قرارا عام 1834 بمنع الدعارة ورقص الفتيات في الأماكن العامة، ونفي الراقصات إلى مدن قنا وإسنا وأسوان، فأصبحن محط جذب السائحين.
ويتحدث إدوارد وليام لين عن الغوازي قائلا:
"ترقص الغوازي سافرات الوجه في الشوارع العامة، فيرفهن حتى عن رعاع القوم، ولا يتسم رقصهن بأدنى لباقة أو أناقة. وهن يبدأن الرقص بشيء من الذوق ولكنهن ما يلبثن أن يحولنه إلى استعراض راقص ويضربن الصناجات ويزدن من خفة الحركات والخطوات".
كانت حياة العديد من المصريات في تلك الفترة لا تمت بصلة للأفعال العابثة والحياة المدللة لنساء الطبقة العليا، وكان عليهن العمل بجد لتأمين الطعام واللباس لعائلاتهن، بسبب ظروف الحياة الصعبة، وكن يتعلمن في سن مبكرة صناعات يدوية وجلب المياه.
كان منظر الفلاحة المصرية التي تجلب الماء من نهر النيل مفضلا لدى الفنانين، وكانت لوحاتهم لتلك السيدات، بهيئاتهن والأواني اللاتي يحملنها براحات أكفهن المرفوعة إلى أعلى، والجرار الثقيلة فوق رؤوسهن تبرز قدم هذه المهمة.
وتختلف اللوحات التي تصور نساء بلدان شمال أفريقيا وهن يملأن جرار الماء ويحملنها عن تلك الصورة في مصر، إذ كانت وضعية النساء اللواتي يجلسن القرفصاء على ضفاف الأنهار في الأودية الصخرية تختلف تعبيريا عما هو الحال بالنسبة للمصريات.
صور عشرات الفنانين المرأة في الأسواق المصرية، لاسيما في القاهرة، وهن يتفحصن البضائع ويساومن في السعر، كما اهتم الفنانون برسم البائعات المتجولات عن قرب أثناء بيع البرتقال أو الخبز، وهو الشيء الملاحظ في أعمال الفنانين "ألبرتو روزاتي" و "إميل برنار"، رغم أن تلك النسوة لم يلبسن الحجاب عادة، إلا أن صفات البائعة الشابة تظهر في لوحة النمساوي "ليوبولد كارل مولر" عام 1878 بعنوان "سوق خارج القاهرة"، وهي متوارية خلف "بُرقع" أسود ضيق، الزي التقليدي للعديد من نسوة القاهرة.
كما أسهب الرحّالة والفنانون في وصف المرأة في أسواق العبيد التي كانت تتركز في مدينتي القاهرة والإسكندرية، إذ وصف الفنان "ديفيد روبرتس" سوق الإسكندرية عام 1838، عندما شاهد فتاة سمراء البشرة تجلس القرفصاء تحت أشعة الشمس الحارقة بقوله "مشهد مقزز"، غير أن الفنان "وليام جيمس مولر" الذي زار مصر في نفس السنة اعترف بأنه كان مفتونا بالسوق التي رآها في القاهرة.
ومثلت لوحات الجواري "العاريات" اللواتي يقعن في الأسر كشخصيات ضعيفة ذليلة، فرصة لبعض الفنانين لرسم لوحات تجذب أنظار الجمهور الأوروبي، لاسيما وأن المجتمع الأوروبي في ذلك الوقت كانت تسيطر عليه فكرة هيمنة الرجل قبل انطلاق حركات تحرير المرأة.
وعندما تورطت دول أوروبية في تجارة الرقيق المربحة، كانت هذه اللوحات وما تظهره من وحشية العبودية أفضل سلاح استخدمه دعاة إلغاء الرق في معركتهم لسن قوانين إصلاحية تجرّم هذه الممارسات.
مما لاشك فيه أن الاستشراق الغربي بلغ ذروة نشاطه الفني في القرن ال19 حتى القرن 20، واستطاع الرحّالة والفنانون على حد سواء تقديم صورة بالغة البراعة والجمال للمرأة المصرية، مزجت الخيال بالواقع، والإغراء بالاحتشام، واللهو بالجدية، على نحو دفع إلى إنشاء مراسم أوروبية متخصصة لرسم لوحات فنانين برعوا في وصف ملامح الشرق دون أن تطأ أقدامهم بلدانه.
وكما هو متوقع لاقت لوحات الراقصات على نحو خاص رواجا ونجاحا كبيرا في أوروبا.
الفلّاحة المصرية
لم يغفل الرحّالة والفنانون تصوير الفلاحة المصرية في أعمالهم كأحد المواضيع المحببة لديهم اعتبارا من منتصف القرن ال19، لاسيما وهي تحمل طفلها على كتفها وتسنده بذراعها حتى لا يقع، وقدم لنا الفرنسي "ليون بونا" نموذجا واضحا لهذا الموضوع في لوحة بعنوان "فلاحة مصرية وطفلها" عام 1870، محفوظة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.